عنوان الخطبة: حرمة الدَّم المسلم.
عناصر الخطبة:
١- التَّشديد على قتل المسلم بغير حقٍّ.
٢- لماذا قد يعتدي مسلمٌ على أخيه؟
٣- نعمة الإسلام تقتضي الشُّكران لا الكفران.
الحمدُ للهِ، خلقَ النُّفوسَ وأحياها، وعصمَها بالإسلامِ وزكَّاها، وتوعَّدَ المعتدينَ عليها بالنارِ ولظاها، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللَّهُ عليهِ وسلمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ، فاتَّقوا اللَّهَ عبادَ اللَّهِ حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبادَ الله:
هل بلغكم سؤالُ هذا المظلوم: يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟
ما أعظمه من موقف! وما أرهبه من مقام!
تأمَّلوا هذا الحوارَ الثُّلاثيَّ، الذي أخبرَنا عنه رسولُ الله ﷺ فيما رواه النَّسائي وغيرُه، يقولُ: «يَجِيءُ الْقَاتِلُ، وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، يَقُولُ: رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي؟» سنن النسائي (٤٨٦٦)، وسنن ابن ماجه (٢٦٢١)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (٢١٢٢). (١).
فيسأَلُهُ ربُّ العالَمِينَ وهُوَ سُبحانَه يَعلمُ كُلَّ شَيء: «فِيمَ قَتَلْتَهُ؟».
فهذا قاتلٌ يقول: «قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ»مسند أحمد (٢٣١١٠)، من حديث جندب رضي الله عنه، وقال الألباني في صحيح سنن النسائي (٣/٧٦): «صحيح الإسناد». (٢).
وهذا قاتلٌ يقول: «قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ»، فيقول الله: «إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ»، فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِسنن النسائي (٣٩٩٧)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٦٩٨). (٣).
ثم يقول الله للقاتل: «تَعِسْتَ، وَيُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ» المعجم الكبير (١٠/٣٠٦)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٦٩٧). (٤).
عِبادَ الله:
أيُّ شيءٍ فيِ الدنيا يساوي هذا الجزاءَ؟
لا تزالُ الفواجعُ تقصِمُ ظهورَ المؤمنينَ، فلا يكادُ جرحٌ يندمِلُ حتى تَجْرِيَ الدِّماءُ المسلمةُ البريئةُ سَيلًا دافقًا.
تسيلُ شَلّالاتُ دماءِ المسلمينَ أيامًا بأيديِ الكافرينَ، لكنَّ المرءَ يعجَبُ عندما تَجْرِي على أيديِ من ينتسِبُ إلى دينِ الإسلامِ، فترى المقتولَ والقاتلَ مسلمَيْنِ، فأينَ إيمانُ هؤلاءِ القتلةِ الفجَرَةِ في استحلالِهمِ للدماءِ، أمْ أينَ عقولُهمْ؟
إنّ النبيَّ ﷺ أخبر الصَّحابةَ يومًا فقال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَهَرْجًا» فسألوه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» فظنَّ بعضُ الناس أنَّ المقصودَ به القتالُ الذي يقع بين المسلمين والكافرين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ»، فَقَالَ بَعْضُ الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ» رواه ابن ماجه وأحمدسنن ابن ماجه (٣٩٥٩)، مسند أحمد (١٩٤٩٢)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٦٨٢). (٥).
هكذا تعجَّبَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهم واستنكروا قائلين: «وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟!».
هَلْ يَمكنُ لمسلمٍ عاقلٍ، يَعلَمُ حُرمةَ دمَ المسلمِ وتعظيمَ اللهِ لهُ، وَمَا أعدَّهُ مِنْ عذابٍ عظيمٍ لقاتلهِ، أَنْ يُقْدِمَ بعدَ ذلكَ عَلَى قتلِ نفسٍ معصومةٍ بغيرِ حقٍّ؟
هل يمكنُ لمسلمٍ سَمِعَ قولَ الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: ٩٣]، أنْ تُسوِّلَ لهُ نفسُهُ قتلَ مسلمٍ معصومٍ؟
هلْ يمكنُ لمؤمنٍ يخشى عقابَ اللهِ يسمعُ تلكَ الآياتِ التي تَوَعَّدَ اللهُ بها قَتَلَةَ النُّفوسِ المُحَرَّمَةِ بغيرِ حقٍّ فقال: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان: ٦٨-٦٩].
إنَّ قتلَ المسلمِ بغيرِ حقٍ أعظمُ الذُّنوبِ وأكبرُ الكبائرِ بعدَ الشركِ باللهِ.
يقول النَّبيُّ ﷺ: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا» رواه البخاريصحيح البخاري (٦٨٦٢)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. (٦).
أتدري ما قيمةُ نفسِ المؤمنِ عندَ اللهِ؟
حتّى أُجيبَك، دَعْني أَسْأَلْكَ: أيُّهُما أعظمُ حُرْمَةً عندَك؟ بيتُ اللهِ الحرامُ أمْ نفسُ مسلمٍ معصومٍ بريءٍ؟
أُحيلُ الجوابَ إلى رسولِ اللهِ ﷺ الذي نظرَ يومًا إلى الكعبةِ فقالَ: «مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ» رواه البيهقيشعب الإيمان (٣٧٢٥)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٢٠). (٧).
هكذا يقرِّرُ نبيُّنا ﷺ أنَّ حُرمة المؤمنِ عندَ اللهِ أعظمُ من حُرمة الكعبة، فأيُّ جُرمٍ هذا الذي فعلهُ القَتَلةُ الظالمون؟
لقد بلغَ من عِظَمِ ذنبِ القتلِ أنْ قرَنَ النبيُّ ﷺ بينَهُ وبين الشِّركِ في أنَّ اللهَ لا يغفرُ لصاحبه، بل يَستوجِبُ بهِ النَّار، فقال: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا» رواه أبو داودسنن أبي داود (٤٢٧٠)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥١١) (٨).
لقد وصلَ الجنونُ بالقتلةِ المجرمينَ أنْ يتباهَوْا بقتلِ المعصومينَ، حتى إنَّهم نشروا جرائمَهُم للدُّنيا فرِحينَ دونَ خجلٍ أوْ حياءٍ!
ألم يبلُغْهم قولُ النَّبيِّ ﷺ: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فاغتَبَطَ بقتله (يعني سُرَّ وفرِحَ بذلك)، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا». رواه أبو داودسنن أبي داود (٤٢٧٠)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٤٥٠) (٩).
تُجيَّشُ العصاباتُ اليومَ للاعتداءِ على المعصومينَ، تَصْحبُهُم آلاتٌ إعلاميةٌ مأجورةٌ تُهَوِّنُ وتُبَرِّرُ، حتىَ إذا رَأَى الناسُ شَلّالاتِ الدِّماءِ لم تنزعجْ نفوسُهم، وصارَ الأمرُ طبيعيًّا.
إلى هؤلاءِ جميعًا قولُ النبيُّ ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ» رواه الترمذيجامع الترمذي (١٣٩٨)، من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٤٤٢) (١٠).
واللهِ إنَّها لمصيبةٌ وورطَةٌ عظيمةٌ على مَنْ أوقعَ نفسَه في هذا الذَّنْبِ العظيم، لا مخرجَ لهُ مِنها.
يقولُ عبدُ اللهِ بن عمرَ رضيَ اللهُ عنهما: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ». رواه البخاريصحيح البخاري (٦٨٦٣)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. (١١).
يا عبادَ اللهِ! لماذا تهونُ الدِّماءُ بينَ هؤلاءِ الناسِ؟
فتِّشْ عنِ الدُّنيا وفِتْنَتها، تجدْ جوابَ سُؤالك.
ما السَّببُ الذي أوقعَ أوَّلَ جريمةِ قتلٍ على ظهرِ الأرضِ، ومِن بعدِهِ لمْ يتوقفْ سَيلُ الدماءِ؟
ما الذي حملَ ابنَ آدمَ على قتلِ أخيهِ؟ ما الذي جعلهُ يقولُ لأخيهِ لأقتلنَّك؟ وماذا كانت جريرةُ أخيهِ حتى يستحلَّ دَمَهُ؟
إنَّها الدُّنيا، التي خَشِيَها النَّبيُّ ﷺ حتَّى على أصحابهِ، فقالَ لهم: «وَاللَّهِ لا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» رواه البخاري ومسلمصحيح البخاري (٣١٥٨)، وصحيح مسلم (٢٩٦١)، من حديث عمرو بن عوف رضي الله عنه. (١٢).
تِلكَ الدُّنيا الفتَّانةُ السَّحَّارةُ، التي قدْ تكونُ يومًا في صورةِ تنافُسٍ على امرأةٍ، أوْ على مُلكٍ وسُلطانٍ، أوْ على الذَّهَبِ والثَّراءِ.
ولا عجَبَ، فقد قال النَّبيُّ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو» رواه مسلمصحيح مسلم (٢٨٩٤)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (١٣).
أرأيتُمْ تلكَ الدُّنيا المتنازَعَ عليها، وما فيها منْ ملاذَّ ومُتَعٍ، لَزوالُها بأجمعِها أهونُ عندَ اللهِ منْ قَتلِ مُسلمٍ بغيرِ حَقٍّ.
يقولُ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا» رواه النسائيسنن النسائي (٣٩٨٦)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٤٤٠) (١٤).
بارَكَ اللهُ لي ولكم في القُرآنِ العظيمِ، ونَفَعَني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم فاستغفِروه، إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:
فيا عبادَ اللهِ:
أنعَمَ اللهُ علينا بالإسلامِ، فهو أجلُّ وأعظمُ منْ كلِّ النِّعَمْ، فصارَ الوَلاءُ لهُ أعظمَ منْ وَلاءِ الرَّحِمِ والعِرقِ والدَّم، إنَّها العُروةُ التي لا تَنْفَصِم، والأُخُوَّةُ التي لا تزولُ ما بَقِيَ الإسلام.
أيها المسلمون:
أبَعْدَ نِعمةِ الإسلامِ والإيمانِ والقرآنِ يحمِلُ المسلِمُ السِّلاحَ على أخِيهِ المسلِم؟
ألم يقل نبيُّنا ﷺ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه البخاري ومسلمصحيح البخاري (٦٨٧٤)، وصحيح مسلم (٩٨)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. (١٥).
أهكذا نشكرُ نعمةَ الإسلام؟
لقد سمّى النَّبيُّ ﷺ قتلَ المسلمِ كُفرًا فقال: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» رواه البخاري ومسلمصحيح البخاري (٦٠٤٤)، وصحيح مسلم (٦٤)، من حديث جرير رضي الله عنه. (١٦).
وقامَ ﷺ خطيبًا بين أصحابه يوم الحجِّ الأكبر قائلًا: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» رواه البخاري ومسلمصحيح البخاري (١٢١)، وصحيح مسلم (٦٥)، من حديث جرير رضي الله عنه. (١٧).
إنَّ كلمةَ التَّوحيدِ غاليةٌ عاصمةٌ، تَعصِمُ النَّفسَ والعِرضَ والمال، فماذا يفعَلُ هؤلاءِ بـ(لا إلهَ إلَّا الله) يومَ القيامةِ؟
إيَّاكمْ والفِتَنَ! إيَّاكمْ وتَسويلَ الشَّياطينِ وأوليائِهِمْ!
اللهَ اللهَ في الدِّماءِ! واعلَمُوا أنَّهُ لنْ يُغنيَ أحَدٌ عنْ أحَدٍ شيئًا!
ونعوذُ باللهِ منْ زمانٍ قالَ فيه النَّبيُّ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ، وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ». رواه مسلمصحيح مسلم (٢٩٠٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (١٨).
اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلمُسلِمِينَ وَالمُسلِمَاتِ، وَالمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ، الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.







