خطبة (هل أعددت الظل؟)

خطبة (هل أعددت الظل؟)

عنوان الخطبة: هل أعددت الظل؟

عناصر الخطبة:

١- مِن كُرَبِ يوم القيامة دُنوُّ الشَّمس.

٢- فضل جهاد النَّفس ومخالفة الهوى.

٣- أسباب الظِّلِّ يومَ القيامة.

الْحَمْدُ للهِ الذي يقِي عبادَهُ الكُرُباتِ، ويُقيل أولياءَهُ العَثَراتِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعدُ، فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبادَ الله:

يقولُ سبحانه: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين: ٦].

في ذاتِ يومٍ تلا النبيُّ ﷺ هذه الآيةَ، ثمَّ قال: «كَيْفَ بِكُم إذا جَمَعَكُمُ اللهُ كَما يُجْمَعُ النَّبْلُ في الكِنَانَة خَمسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لا يَنْظُرُ إِلَيْكُم»المستدرك (٨٧٧٠)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٨١٧). (١).

إنّه يومُ القيامةِ، يومٌ عظيمٌ، مليءٌ بالأهوالِ العِظامِ، يقومُ الناسُ فيه لربِّ العالمينَ.

يقول النبيُّ ﷺ: «يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ» المعجم الكبير (٩/٣٥٧)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٥٩١). (٢).

الناسُ جميعًا من لدن آدمَ عليهِ السلامُ إلى قيامِ الساعةِ، ملياراتُ البشرِ، حُفاةٌ عُراةٌ، في صعيدٍ واحدٍ، ثم تدنو منهم الشَّمسُ حتى تكونَ قابَ قوسينَ من رؤوسِهم، ويبلغَ العرقُ من الناسِ مبلغًا عظيمًا، كلٌّ بحسبِ عملهِ وذنوبِه.

يَقُولُ النبيُّ ﷺ: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ (يعني خاصِرتيه)، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا» قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِهِ إِلَى فِيه (يعني فمه). صحيح مسلم (٢٨٦٤)، من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه. (٣).

كيف تكون حرارةُ الشَّمسِ يومئذٍ معَ هذا القُربِ؟

يقول النبيُّ ﷺ: «تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا، يَغْلِي مِنْهَا الْهَوَامُّ كَمَا يَغْلِي الْقُدُورُ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ» مسند أحمد (٢٢١٨٦)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وقوى سنده الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند (٣٦/٥٢٣) (٤).

ويقولُ سلمانُ الفارسيُّ رضيَ اللهُ عنه: «تُعْطَى الشّمسُ يومَ القيامَةِ حَرّ عَشْر سَنِين، ثمّ تُدْنى مِنْ جَماجِمِ النّاس حتى تكون قَابَ قَوْسَيْنِ»المصنف (٣١٦٧٥)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٦٣٨). (٥).

كَرْبٌ عظيمٌ، وحَرٌّ شديدٌ، اجتمعَ على الخلائقِ حَرُّ الشَّمسِ واقترابُها مع وَهَجِ أنفاسِهم وتزاحُم أجسامِهم؛ ففاضَ العَرَقُ منهم على وجهِ الأرضِ، ثم على أقدامِهم وأجسامِهم على قدرِ أعمالِهم.

إلَّا أنّ أقوامًا منَّ اللهُ عليهم بالظِّلالِ، هم فيها آمنونَ، فيا تُرى مَن أصحابُ الظِّلِّ يومَ القيامةِ؟

استمِعْ يا عبدَ اللهِ! حتى تُعِدَّ ظِلَّكَ يومَ القيامةِ، اخترْ لك ظُلَّةً من عملٍ صالحٍ في يومٍ لا ظلَّ فيه إلَّا ظلُّ اللهِ الرحيمِ.

يقولُ النبيُّ ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» صحيح البخاري (٦٦٠)، وصحيح مسلم (١٠٣١)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٦).

إنَّه ظلُّ العَرشِ، وظلُّ العملِ الصالحِ، فلا ظلَّ لأحدٍ إلَّا مَن شاءَ اللهُ أن يُظلَّه برحمتِه.

إنَّ في هؤلاءِ السَّبعةِ قاسِمًا مشتركًا، ألا وهو أنَّهم معَ قوَّةِ الدَّاعي إلى المعصيةِ، وتحقُّقِ أسبابِها، جاهدوا أنفسَهم أعظمَ الجهادِ، وخالفوا أهواءَهم، بإيمانِهم ومحبَّتِهم لربِّهم وخوفِهم من مقامِهم بين يديه، حتَّى استقاموا على الطاعةِ، وأدَّوها على أحسنِ ما يكونُ، مخلِصينَ فيها لربِّ العالمينَ.

أوَّلُ هؤلاءِ «الإمامُ العادلُ»، والمرادُ به صاحبُ الوِلايةِ العُظمى، ويلتحقُ به كلُّ مَن ولِيَ شيئًا من أمورِ المسلمينَ فعدلَ فيه، أيِ اتَّبع أمرَ اللهِ فيما تولَّى بوضعِ كلِّ شيءٍ في موضعِه من غيرِ إفراطٍ ولا تفريطٍانظر: فتح الباري (٢/١٤٥). (٧)، ويدخلُ فيه كلُّ مَن حكمَ بين اثنينَ فما فوقَهما من رعيَّةٍ أو أهلٍ وذُرِّيَّةٍانظر: الاستذكار (٨/٤٤٩). (٨).

كيف لا، والنبيُّ ﷺ يقول: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»صحيح مسلم (١٨٢٧)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. (٩).

إنَّ كُلَّ مَن تولَّى على النَّاسِ يدعُوهُ سُلطانُهُ -وإن صغُرَ- للجَورِ والبغيِ والمَيلِ، فإن جاهدَ الإنسانُ نفسَهُ وغلبَ هواهُ فعدلَ في حكمِهِ وفيمَن تحتَ وِلايتِهِ، حتّى لو كانوا أولادَهُ أو عُمَّالَهُ، فلَهُ نصيبٌ مِن الظلِّ يومَ القيامةِ، كما عاشَ مَن تحتَ وِلايتِهِ في ظلِّ عدلِهِ.

والثاني، شابٌّ تجري في عروقِهِ دِماءُ الفُتوَّةِ، وتتأجّجُ في صَدرِهِ نيرانُ الشَّهَواتِ، إلَّا أنَّهُ آثرَ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ، قبضَ على دينِهِ كما يقبضُ الإنسانُ على الجَمرِ، فاستقامَ على دينِ اللهِ في شبابِهِ وكِبَرِهِ، فجزاهُ اللهُ ظلًّا ظليلًا.

فيا أيُّها الآباءُ والأمّهاتُ! أولادُكُم أمانةٌ، لا تحرِموهُم مِن الظلِّ يومَ القيامةِ، نشِّئُوهُم على طاعةِ اللهِ، في بيوتِ اللهِ، في حلَقاتِ القرآنِ، معَ الصُّحبةِ الصالحةِ، تعاهَدُوهُم بالإيمانِ والتَّزكيةِ، تَسعدُوا بِهِم في الدُّنيا والآخرةِ.

والثالث، عُمَّارُ المساجدِ وأوتادُها، بينما النّاسُ في لهوِهِم وتجاراتِهِم ترى قلبَ أحدِهِم كقنديلٍ معلَّقٍ في المسجدِ، يأتي بيتَ اللهِ يُصلّي ويتعبَّدُ، بقلبِهِ وروحِهِ قبلَ جسدِهِ، فإن أرادَ الخروجَ منهُ تركَ قلبَهُ هنالكَ، لا تهدأُ نفسُهُ إلَّا في بيوتِ اللهِ، يمرُّ عليها فيهفو قلبُهُ لبيتِ ربِّهِ، يعمُرُها بطاعتِهِ لمولاهُ، هو مِن أهلِ هذهِ الآيةِ: إِنَّمَا ‌يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة: ١٨].

والرابعُ، جعلَ مُوالاتَهُ ومحبَّتَهُ لأجلِ ربِّهِ ومولاهُ، لا لأجلِ الدُّنيا ومصالحِها، إنَّما يُحِبُّ إخوانَهُ في اللهِ، يجتمعُ معَهم على طاعتِهِ، لا يُفرِّقُ بينَهم إلَّا الموتُ.

في يوم القيامة سيقول الله تعالى: «أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي» صحيح مسلم (٢٥٦٦)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (١٠).

وأمَّا الخامسُ، فما أعظمَ ذاكَ الرَّجُلَ الذي جاءَهُ الحرامُ مزيَّنًا غايةَ التَّزيينِ، امرأةٌ جميلةٌ ذات منصِبٍ تعرِضُ نفسَها: هَيتَ لكَ، إلَّا أنَّهُ خافَ مقامَ ربِّهِ، فنهى النَّفسَ عن الهوى، فكانَ جزاؤُهُ ظلَّ عرشِ الرَّحمنِ.

وأمَّا السّادسُ، فما أعظَمَ إخلاصَهُ وبذلَهُ، فإنَّ الصَّدقةَ في حدِّ ذاتِها ظلٌّ للعبدِ يومَ القيامةِ، أوَلم تسمعْ قولَ النبيِّ ﷺ: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ» مسند أحمد (١٧٣٣٣)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وصححه الألباني في تخريج مشكلة الفقر (١١٨). (١١).

إلَّا أنَّ هذا التَّقيَّ المخلِصَ بالَغَ في إخفاءِ صدقةِ التَّطوّعِ، حتَّى إنَّ شمالَهُ لم تعلمْ ما أنفقتْ يمينُهُ، أتراهُ يُحدِّثُ النَّاسَ ويُسمِعُهم ماذا أخرجَ؟ لقد اكتفى بربِّهِ شهيدًا حسيبًا.

وأمَّا السابعُ، فإنَّ خلوتَهُ لم تكُنْ سالمةً من معاصي الخلواتِ فحسبُ، بل ما إنْ يخلُو بنفسِهِ حتَّى يتذكَّرَ جلالَ اللهِ وعظمتَهُ، فيبكي من خشيتِهِ، ويتذكَّرُ إكرامَ اللهِ وجمالَهُ، فيبكي من محبَّتِهِ شوقًا إليهِ، فاضتْ عينُهُ ففاضَ عليهِ كرمُ اللهِ ظلًّا ظليلًا.

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرَّحيمُ.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:

إنَّ أصحابَ الظلِّ ليسوا محصورينَ في تلك الأصنافِ السَّبعةِ فقط، بل جاءَ عن نبينا ﷺ غيرُهم:

فمنهم ذاكَ الدّائنُ الذي يرفُقُ بعبادِ اللهِ، يُيسِّرُ عليهم، يرى لهيبَ الحياةِ عَصَفَ بأصحابِ الديونِ، فيُنْظِرُ هذا (أي يؤجله)، ويمحو دَيْنَ ذاكَ، يفعلُ ذلكَ للهِ وحدَهُ راجيًا ثوابَهُ ورحمتَهُ.

يقولُ النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ» صحيح مسلم (٣٠٠٦)، من حديث أبي اليسر رضي الله عنه. (١٢).

ويقولُ ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» مسند أحمد (٢٢٥٥٩)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٩١١) (١٣).

ومنهُم التّاجِرُ الصَّدوق الذي خالَفَ هواه فبيّن وصَدَق في بَيعِه.

يقولُ سلمان الفارسي رضي الله عنه: «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ» شعب الإيمان للبيهقي (٨٦١٣)، وحسنه الألباني في الثمر المستطاب (٢/٦٣٢). (١٤).

وأخيرًا، أهلُ القرآنِ، الذين آمنوا بهِ، يتلونهُ حقَّ تلاوتِهِ، يعملونَ بهِ، يأتي ثوابُ ذلكَ كالظُّلَّةِ يقيهم حرَّ الشَّمسِ، وكلما كان العبدُ أعظمَ ارتباطًا بالقرآنِ حفظًا وتلاوةً وفهمًا وعلمًا وعملًا وتعليمًا، كان حظُّه من الظِّلالِ أوفرَ وأطيبَ.

يَقُولُ النبيُّ ﷺ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» صحيح مسلم (٨٠٤)، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنهما. (١٥).

ويقول النبيُّ ﷺ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ، يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» مسند أحمد (٢٢٩٥٠)، من حديث بريدة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (١٤٦٦). (١٦).

اللهم أظِلَّنا في ظلِّك يوم لا ظلَّ إلا ظلُّك، واجعلنا يوم القيامة من الناجينَ المسلَّمِين.

اللهمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ، وأهلِكِ الكفَرةَ المجرمين، اللهمَّ وأنزلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.

اللّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتَّقاكَ واتَّبعَ رِضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

شارك المحتوى: