Haseen
  • English
  • Dark Mode
  • الإثنين 2 يونيو 2025 م - 5 ذو الحجة 1446 هـ   
  • دراسات وبحوث
  • مقالات
  • مرئيات
  • خطب حصين
  • مواد صحفية
  • قصص قصيرة
جديد الموقع:
  • وربّك فكبّر.. الحلقة الرابعة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى
  • لا يتعاظم عليه شيء.. الحلقة الثالثة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى
  • عفو الله أكبر.. الحلقة الثانية من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى
  • مخالفة المشركين في الحج
  • عبدًا رسولًا.. الحلقة العاشرة من برنامج "نعم العبد" بصحبة د. لؤي الصمادي
  • وله الكبرياء.. الحلقة الأولى من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى
خطبة (الاعتزاز بالإسلام)

خطبة (الاعتزاز بالإسلام)

  • خطب حصين
  • 3/8/2023 5:09:36 AM
نبه على خطأ
لتحميل المرفقات

عنوان الخطبة: الاعتزاز بالإسلام
 

عناصر الخطبة:

١- نعمة الإسلام

٢- من محاسِن دين الإسلام وخصائصه

٣- العزة والظهور لدين الإسلام-

٤- الاعتزاز بالإسلام.

 

 

الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَتَمَّ عَلَينَا النِّعمَةَ وَأَكمَلَ لَنَا الدِّينَ، القَائِلِ فِي كِتَابِهِ: وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلاَمِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرسَلَهُ رَبُّهُ بِالمِلّةِ الكَامِلَةِ، وَالشِّرعَةِ الشّامِلَةِ، فَصَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَومِ الدِّينِ، أَمّا بَعدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجوَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ.
 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:

مِن أَجَلِّ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَينَا وَأَعظَمِ مَنَنِهِ أَنْ هَدَانَا لِهَذَا الدّينِ وَجَعَلَنَا مُسلِمِينَ، قَالَ تَعَالَى: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَدَاكُم لِلإِيمَانِ، وَقَالَ عَزّ وَجَلّ: وَلَولَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ.

فَنِعمَةُ الإِسلَامِ أَعظَمُ النّعَمِ وَأَجَلُّهَا، وَقَد ضَلَّ عَنهُ خَلقٌ كَثِيرٌ، وَهَدَانَا اللَّهُ إِلَيهِ بِفَضلِهِ، فَأَتَمّهُ وَرَضِيَهُ لَنَا، كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ: اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلَامَ دِينًا.
 

فَمَنْ أَكرَمَهُ اللَّهُ وَكَانَ مِنْ أَهلِ هَذَا الدِّينِ فَعَلَيهِ أَن يَستَشعِرَ هَذَا الفَضلَ العَظِيمَ، وَيَقْدُرَ قَدْرَ هَذِهِ النِّعمَةِ وَقِيمَتَهَا، وَأَن يَعرِفَ الإِسلَامَ الَّذِي هُوَ عَلَيهِ، وَأَن يَعمَلَ بِمَا جَاءَ فِيهِ، وَيَحذَرَ ممَّا يُنَافِيهِ، وَأَن يَشرُفَ وَيَعتَزَّ بِكَونِهِ عَبدًا لِلَّهِ، وَيَفرَحَ بِعِبَادَتِهِ لِرَبِّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، قُل بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُونَ.

أَخِي المُبَارَكُ:

أَيُّ شَيءٍ أَعظَمُ نِعمَةً مِن أَن تَكُونَ مُسلِمًا، تَنتَمِي لِهَذَا الدّينِ، وَتَتَعَبّدُ بِهِ لِرَبِّ العَالَمِينَ؟

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ تَعبُدُ الخَالِقَ الكَرِيمَ الَّذِي أَوجَدَكَ وَرَزَقَكَ، وَيُدَبّرُ أَمرَكَ، وَلَا تُشرِك بِهِ مَخلُوقًا عَاجِزًا لَا يَملِكُ لِنَفسِهِ وَلَا لَكَ نَفعًا وَلَا ضَرًّا. وَمَا لِيَ لَا أَعبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُم شَيئًا وَلَا يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُم فَاسمَعُونِ.
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ سَلّمتَ نَفسَكَ لِلَّهِ لَا لِهَوَاكَ، فَأَنتَ تَأتَمِرُ بِأَمرِ رَبٍّ خَبِيرٍ عَلِيمٍ، وَتَتّبَعُ تَشرِيعَهُ الحَكِيمَ، الرَّبِّ الَّذِي أَسمَاؤُهُ حُسنَى وَصِفَاتُهُ عُلْيَا وَأَفعَالُهُ حَمِيدَةٌ، فَهُوَ أَعلَمُ بِعِبَادِهِ، وَأَعلَمُ بِمَا يُصلِحُهُم وَمَا يَصلُحُ لَهُم: أَلَا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ؟.

 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّ دِينَكَ دِينُ العَدلِ وَالإِحسَانِ، دِينُ الدَّعوَةِ إِلَى مَكَارِمِ الأَخلَاقِ وَمَحَاسِنِ الأَعمَالِ، قَالَ عَزّ وَجَلّ: إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربَى وَيَنهَى عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ، وَقَالَ ﷺ: (إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ).
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنَّ دِينَكَ دِينُ الشُّمُولِيَّةِ وَالكَمَالِ، وَالوَسَطِيَّةِ وَالِاعتِدَالِ، قَالَ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلنَاكُم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيكُم شَهِيدًا.
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ تَتّبَعُ الحُجَّةَ وَالبُرهَانَ، فَدِينُكَ دِينٌ يَحفَظُ العُقُولَ، وَلَا يَقبَلُ المُستَحِيلَاتِ وَالخُرَافَاتِ، وَيَأمُرُ بِالعِلمِ وَيَذُمّ الجَهلَ، لَا تَنَاقُضَ فِي أَحكَامِهِ، وَلَا تَعَارُضَ فِي تَشرِيعَاتِهِ.
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ تَدِينُ بِدِينِ الفِطرَةِ السَّلِيمَةِ الَّتِي لَا تَبدِيلَ فِيهَا لِخِلقَةِ اللَّهِ وَلَا شُذُوذَ، قَالَ تَعَالَى: فَأَقِم وَجهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعلَمُونَ.
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ تَنتَمِي لِجَمَاعَةٍ رَابِطتُها المَحَبّةُ وَالأُلفَة، وَالتَّعاطُفُ وَالرَّحمَةُ، والأُخُوَّةُ الصَّادِقَةِ وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَة، قَالَ ﷺ: «مَثَلُ المُؤمِنِينَ فِي تَوَادِّهِم وَتَعَاطُفِهِم وَتَرَاحُمِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالحُمَّى وَالسَّهَرِ».
 

عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّ شَرِيعَتَكَ أَحسَنُ الشَّرَائِعِ وَأَفضَلُهَا، وَأَعدَلُ الطُّرُقِ وَأَجَلُّهَا، فَعَقِيدَةُ الإِسلَامِ هِيَ الحَقُّ بَينَ العَقَائِدِ، وَأَحكَامُ الإِسلَامِ أَفضَلُ الأَحكَامِ، بِهِ المَخرَجُ عِندَ المُلِمّاتِ، وَالحَلُّ لِجَمِيعِ المُشكِلَاتِ، قَالَ تَعَالَى: فَإِنْ تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأوِيلًا.
 

 عِندَمَا تَكُونُ مُسلِمًا، فَهَذَا يَعنِي أَنّكَ تَنتَمِي لِدِينٍ مَحفُوظٍ مَنصُورٍ، مَهمَا حُورِبَ وَاشتَدَّتِ الحَمَلَاتُ ضِدَّهُ، أَظهَرَهُ اللَّهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، قَالَ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَن يُطفِؤُوا نُورَ اللّهِ بِأَفوَاهِهِم وَيَأبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ.
 

عِبَادَ اللهِ: كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى النُّصرَةَ وَالعِزَّةَ وَالغَلَبَةَ وَالظُّهُورَ لِهَذَا الدِّينِ، وَلِكُلِّ مَن كَانَ مِن أَهلِهِ، عَامِلًا بِهِ، مُعتَزًّا بِتَشرِيعَاتِهِ وَأَحكَامِهِ، قَالَ تَعَالَى: ولَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرسَلِينَ * إِنَّهُم لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ وَقَالَ تَعَالَى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ.

 

وَمَهمَا اعتَزَّ أَهلُ البَاطِلِ مُدَّةً مِنَ الزَّمَنِ بِكَثرَتِهِم وَقُوّتِهِم، فَمَا هِيَ إِلَّا بُرهَةٌ مِن الزَّمَنِ حَتَّى تَبِينَ الحَقَائِقُ، وَتَنكَشِفَ الزُّيُوفُ، كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنِ المُنَافِقِينَ دَعوَاهُم العِزّةَ لِأَنفُسِهِم دُونَ المُؤمِنِينَ، فَقَالَ سُبحَانَهُ: يَقُولُونَ لَئِن رَجَعنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لا يَعلَمُونَ.

 

وَهَذَا النَّصرُ وَالعِزَّةُ وَالظُّهُورُ لِهَذَا الدِّينِ لَا يَتَنَافَى مَعَ الِابتِلَاءِ الوَاقِعِ عَلَى أَهلِهِ، بَل إِنّ اللَّهَ تَعَالَى يَبتَلِي عِبَادَهُ لِيُعلِيَ دَرَجَتَهُم، وَيُمَحّصَهُم، وَيُخلِّصَ إِيمَانَهُم، فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا فِي تَمكِينِهِم: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِنْ كُنتُم مُؤمِنِينَ * إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.
 

فَالدِّينُ مَنصُورٌ، وَاَللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ، وَهُوَ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ، فَطُوبَى لِـمَن نَصَرَ هَذَا الدِّين، واعتَزَّ بِهِ، وَرَفَعَ رَايَتَه.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ وَالسُّنّةِ، وَنَفَعنَا بِمَا فِيهِمَا مِن الآيَاتِ وَالحِكمَةِ، أَقُولُ قَولِي هَذَا، وَأَستَغفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائِرِ المُسلِمِينَ مِن كُلِّ ذَنبٍ فَاستَغفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.



 

الخطبة الثانية

الحَمدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن وَالَاهُ، وَبَعدُ:

عبادَ الله:

إِنّ الِاعتِزَازَ الحَقَّ هُوَ اعتِزَازُ أَهلِ الإِيمَانِ بِإِيمَانِهِم وَدِينِهِم، فَمَنْ أَرَادَ العِزَّةَ فَليَعتَزَّ بِدِينِ الإِسلَامِ وَليَفرَحْ بِهِ، لَا بِمَالٍ وَلَا جَاهٍ وَلَا نَسَبٍ، ذَلِكَ أَنّ هَذَا الِاعتِزَازَ هُوَ اعتِزَازٌ بِالعَزِيزِ سُبحَانَهُ أَوَّلًا، قَالَ تَعَالَى: مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً، وَذَلِكَ السُّرُورَ هُوَ السُّرُورَ بِمَا أَحَبّهُ اللَّهُ: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُونَ.

إِنّهُ اعتِزَازٌ بِأَعظَمِ دِينٍ عَرَفَتهُ البَشَرِيّةُ: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفًا.

اعتِزَازٌ بِأَجَلِّ كِتَابٍ أَنزَلَهُ اللَّهُ: لَقَد أَنزَلنَا إِلَيكُم كِتَاباً فِيهِ ذِكرُكُم، أَي: فِيهِ شَرَفُكُم وَعِزّتُكُم وَرِفعَتُكُم.
 

اعتِزَازٌ بِأَكرَمِ نَبِيٍّ أَرسَلَهُ اللَّهُ: ﴿لَقَد مَنَّ اللّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِّن أَنفُسِهِم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾.

جَاءَ عَن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أَنّه قَالَ: «إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَومٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسلَامِ، فَمَهْمَا نَطلُبُ العِزَّةَ بِغَيرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ».
 

وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفًا وَتِيهًا 
وَكِدتُ بِأَخمُصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا

 

دُخُولِي تَحتَ قَولِكَ يَا عِبَادِي 
وَأَنْ صَيّرت أَحمَدَ لِي نَبِيَّا


 

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الرَّحمَةِ المُهدَاةِ والنِّعمَةِ المُسدَاةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.

اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُسلِمِينَ، وَتَوَفَّنَا مُؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلَامِ وَالمُسلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ وَالمُشرِكِينَ، اللَّهُمَّ احفَظنَا بِالإِسلَامِ قَائِمِينَ، وَاحفَظنَا بِالإِسلَامِ قَاعِدِينَ، وَاحفَظنَا بِالإِسلَامِ رَاقِدِينَ، وَلَا تُشمِتْ بِنَا الأَعدَاءَ وَالحَاسِدِينَ، اللَّهُمَّ أَصلِحْ أَحوَالَ المُسلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

 

عرض الهوامش

مرفقات

  • تحميل خطبة (الاعتزاز بالإسلام) - pdf
  • تحميل خطبة (الاعتزاز بالإسلام) - word
  • تحميل خطبة (الاعتزاز بالإسلام) - pdf - A5
  • تحميل خطبة (الاعتزاز بالإسلام) - word - A5
  • حصين
  • خطب
  • دراسات
  • الإسلام
  • الإسلام العظيم
  • دين الإسلام
  • دين العزة
  • الاعتزاز بالإسلام
  • الاعتزاز بالشريعة
  • العزّة بالتوحيد
  • حجية السنة النبوية
شارك المحتوى:

التواصل الاجتمــاعي

Tweets by HaseenKwt

الأكثر قراءة

  • خطبة (التغريب ومسخ الهوية)

    خطبة (التغريب ومسخ الهوية)

    4/16/2025 1:00:42 AM

  • خطبة (هجر القرآن)

    خطبة (هجر القرآن)

    4/8/2025 6:12:58 AM

  • خطبة (الميل العظيم)

    خطبة (الميل العظيم)

    4/23/2025 6:48:21 AM

  • خطبة (الامتحان الأخير)

    خطبة (الامتحان الأخير)

    5/7/2025 10:52:34 AM

  • خطبة (تبديل الدين)

    خطبة (تبديل الدين)

    4/30/2025 6:16:40 AM

إحصائيات

  • 2160 الزوار
  • 0 الفيديوهات
  • 1 الكتابات

تصنيفات

  • مقالات 12
  • خطب ومحاضرات 2
  • مرئيات 239
  • مواد صحفية 66
  • دراسات وبحوث 3
  • خطب حصين 143
  • قصص قصيرة 3

أحدث المقالات

  • وربّك فكبّر.. الحلقة الرابعة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    وربّك فكبّر.. الحلقة الرابعة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    6/2/2025 1:14:52 AM

  • لا يتعاظم عليه شيء.. الحلقة الثالثة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    لا يتعاظم عليه شيء.. الحلقة الثالثة من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    5/30/2025 9:57:49 PM

  • عفو الله أكبر.. الحلقة الثانية من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    عفو الله أكبر.. الحلقة الثانية من برنامج "الله أكبر" بصحبة الشيخ عيسى سلمان بن عيسى

    5/28/2025 10:05:44 PM

  • مخالفة المشركين في الحج

    مخالفة المشركين في الحج

    5/26/2025 11:21:06 PM

  • عبدًا رسولًا.. الحلقة العاشرة من برنامج "نعم العبد" بصحبة د. لؤي الصمادي

    عبدًا رسولًا.. الحلقة العاشرة من برنامج "نعم العبد" بصحبة د. لؤي الصمادي

    5/26/2025 10:24:28 PM

مقالات ذات صلة

خطبة (الحيّ الذي لا يموت)

خطبة (الحيّ الذي لا يموت)

5/20/2025 12:02:59 AM
خطبة (السـحــر)

خطبة (السـحــر)

5/12/2025 11:54:42 AM
خطبة (الامتحان الأخير)

خطبة (الامتحان الأخير)

5/7/2025 10:52:34 AM
خطبة (تبديل الدين)

خطبة (تبديل الدين)

4/30/2025 6:16:40 AM
خطبة (الميل العظيم)

خطبة (الميل العظيم)

4/23/2025 6:48:21 AM
خطبة (التغريب ومسخ الهوية)

خطبة (التغريب ومسخ الهوية)

4/16/2025 1:00:42 AM
خطبة (هجر القرآن)

خطبة (هجر القرآن)

4/8/2025 6:12:58 AM
خطبة (وانقضى رمضان)

خطبة (وانقضى رمضان)

3/23/2025 8:32:58 PM
أصدقاء حصين

تابعنا عبر البريد الإلكتروني

روابط مهمة

  • مقالات
  • مرئيات
  • خطب حصين
  • من نحن
  • اتصل بنا

اتصل بنا

الكويت - حى الروضة
+96566407470
info@haseenkwt.com
جميع الحقوق محفوظة © 2021, مركز حصين للأبحاث والدراسات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات
  • مرئيات
  • خطب حصين
  • مواد صحفية
  • قصص قصيرة