بيان من اللجنة العلمية بمركز حصين بخصوص حلقات "سهيل أنيميشن"

بيان من اللجنة العلمية بمركز حصين بخصوص حلقات "سهيل أنيميشن"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنّ مركز حصين للأبحاث والدراسات بدولة الكويت حمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الإيمان واليقين في نفوس المسلمين عمومًا، والشبابِ المسلم خصوصًا، بما يحصّنهم بإذن الله تعالى من سيل الأفكار الهدّامة التي تزعزع إيمانهم، وتشكّكهم في ثوابت دينهم.

ومن هذا المُنطلَق عمِلَ المركز على مخاطبة الشريحة المستهدفة بالخطاب المناسب لهم، وإيصال رسالته إليهم بالوسائل التي يكثر انتشارها في أوساطهم، ومن ذلك مخاطبتهم عبر الفيديوهات المرئية.

ومن الأفكار الناجحة المؤثّرة في الفيديوهات المرئية والتي تلقى قبولًا وانتشارًا كبيرًا: الرسومُ التعبيرية للأشخاص، والتي تحمل طابَع الرمزية والبساطة، وصِفَتها أن الرأس يكون فيها منفصلًا عن الجسد، في صورةِ دائرةٍ ليس لها ملامحُ تفصيلية، وقد يكون فيها تفاوتٌ كبير بين حَجم الرّأس وحجم باقي الجسد، بما يمنع أن تكون فيها مضاهاةٌ لخلق الله.

وقبل الإقدام على مثل هذا العمل بحث المركز في تقريرات أهل العلم وفتاوى جماعة من معاصريهم، واستفتى جماعة منهم كذلك.

وتوصّل من خلال البحث والاستفتاء إلى جواز مثل هذا العمل، وأنه لا يدخل في الصُّوَر المنهيّ عنها في الشريعة، لأنه لا يتضمّن مضاهاة لخلق الله، وأنّ هذا هو قول جمهور العلماء، من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. (ينظر: حاشية ابن عابدين ١ /٦٤٨، والاستذكار لابن عبد البر ٢٧/ ١٨٠، وتحفة المحتاج للهيتمي ٧/ ٤٣٣، والمغني لابن قدامة ١٠/ ٢٠١).

وممّا قاله ابن قدامة رحمه الله في المغني: «وإن قطع منه -أي: من الصورة- ما لا يبقى الحيوان بعد ذهابه، كصدره أو بطنه، أو جعل له رأس منفصل عن بدنه، لم يدخل تحت النهي؛ لأن الصورة لا تبقى بعد ذهابه، فهو كقطع الرأس. وإن كان الذاهب يبقى الحيوان بعده، كالعين واليد والرجل، فهو صورة داخلة تحت النهي».

ومن أدلة الجمهور على ذلك قوله ﷺ: «الصورة الرأس، فإذا قُطع الرأس فلا صورة». رواه الإسماعيلي والعقيلي، وصححه الألباني.

فهذا هو الحكم الذي ارتضتْه اللجنة العلمية في المركز، وعملت به في مقاطع الأنيميشن، فجعلت الرأس منفصلا عن البدن فيها كلها.

والله الموفق.

شارك المحتوى: