خطبة (الاستعداد للقاء الله)

خطبة (الاستعداد للقاء الله)

عنوان الخطبة: الاستعداد للقاء الله.

عناصر الخطبة:

١- أهمية الاستعداد للقاء الله.

٢- المؤمن يحب لقاء الله والكافر لا يرجو لقاءه.

٣– كيف تستعد للقاء الله؟

 

الحمدُ للهِ البرِّ الرحيمِ، أعدَّ للمؤمنينَ دارَ النَّعيمِ، وشوَّقَ قلوبَهم لرُؤيةِ وجهِهِ الكريمِ، وأوعَدَ الكافرينَ العذابَ والإبعادَ في نارِ الجحيمِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لِقاؤُهُ حقٌّ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، قولُهُ الصِّدقُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ، فاتقوا اللَّهَ عبادَ اللَّهِ حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
 

عبادَ الله:

رَوَى أحمدُ وابنُ ماجَه، عنِ البراءِ بنِ عازبٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: بينما نحنُ معَ رسولِ اللهِ ﷺ إذ بَصُرَ بجماعةٍ، فقالَ: «علامَ اجتَمَعَ عليهِ هؤلاءِ؟» قيلَ: على قبرٍ يَحفِرونَهُ. قالَ: فَفَزِعَ رسولُ اللهِ ﷺ، فبَدَرَ بينَ يدَي أصحابِهِ مُسرِعًا حتّى انتهى إلى القبرِ، فجَثَا عليهِ. قالَ: فاستقبلتُهُ من بينِ يديهِ لأنظُرَ ما يَصنَعُ، فبكى حتّى بَلَّ الثَّرى من دُمُوعِهِ، ثم أقبلَ عَلَينَا، قال: «أَيْ إِخوَاني! لِمِثلِ اليومِ فأعِدُّوا!» مسند أحمد (رقم ١٨٦٠١) وسنن ابن ماجه (رقم ٤١٩٥)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم ١٧٥١). (١)

إنَّهُ يومٌ محتومٌ، ومصيرٌ لا مَهربَ منهُ، فماذا عسانا أن نُعدَّ لهُ؟

إنَّ الإيمانَ باليومِ الآخرِ ركنٌ من أركانِ الإيمانِ، لا يَتِمُّ إيمانُ عبدٍ إلّا بهِ، قَرَنَهُ اللهُ سبحانهُ بالإيمانِ بهِ، لأنَّ الذي يُؤمِنُ باللهِ حَقَّ الإيمانِ يَعلَمُ أنَّهُ مُلاقِيهِ ومُجازِيهِ، فإمّا إلى جَنَّةٍ وإمّا إلى نارٍ، كما قال سبحانه: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ[البقرة: ٢٢٣].

قال الفُضَيل بنُ عِياض رحمه الله لِرجُلٍ: كم أتت عليك؟ قال: سِتُّون سنةً، قال: فأنت مُنذُ سِتِّين سنةً تسِيرُ إِلى ربِّك تُوشِكُ أن تبلُغ، فقال الرّجُلُ: يا أبا عليّ! إِنّا لله وإِنّا إِليهِ راجِعُون، قال لهُ الفضيل: تعلمُ ما تقُول؟ قال الرّجُلُ: قُلتُ: إِنّا لله وإِنّا إِليهِ راجِعُون! قال الفضيل: تعلمُ ما تفسِيرُهُ؟ قال الرّجُلُ: فسِّرهُ لنا يا أبا علي! قال: قولُك إِنّا لله، تقُولُ: أنا لله عبدٌ، وأنا إِلى الله راجِعٌ، فمن علِم أنّهُ عبدُ الله، وأنّهُ إِليهِ راجِعٌ، فليعلم بِأنّهُ موقُوفٌ، ومن علِم بِأنّهُ موقُوفٌ فليعلم بِأنّهُ مسؤولٌ، ومن علِم أنّهُ مسؤولٌ فليُعِدّ لِلسُّؤالِ جوابًا. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٨/ ١١٣). (٢)

عبادَ الله:

هلْ أعددنا للسؤالِ جوابًا؟

إنَّ الدُّنيا دارُ ممرٍّ، والآخرةَ هي المُستقَرَّ، يَعيشُ المؤمنُ في الدُّنيا ولقاءُ اللهِ بينَ عينيهِ، يَحدوهُ خوفٌ ورجاءٌ، خوفٌ من تَقصيرِهِ في جنبِ اللهِ، ورجاءٌ في رحمتِهِ سبحانَهُ، فهو يُوقِنُ بالآخرةِ كأنَّه يراها رأيَ العَينِ، لذا كانَ مِن أوّلِ ما وَصَفَ اللهُ بهِ عبادَهُ المؤمنينَ في سورةِ البقرةِ: أنَّهُم يُؤمِنونَ بالغيبِ، وأنَّهُم بالآخرةِ هم يُوقِنونَ.

إنَّ اللهَ تعالى هو الأوَّلُ والآخِرُ، فهو الأوَّلُ الذي ابتدَأَنا بالإيجادِ من عَدَمٍ، ثمَّ ابتدَأَنا بالعَطايا والنِّعَمِ، فالخيرُ كلُّهُ في يَدَيْهِ، والشرُّ ليسَ إليهِ، وهو الآخِرُ الذي إليهِ يَرجِعُ العبادُ، وتَصيرُ الأمورُ، وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى[النجم: ٤٢].

فالمؤمنُ يرى في لقاءِ اللهِ لقاءً بمَن كُلُّ الخيرِ بيَدَيْهِ، ومصيرًا إلى مَن كانَ ابتداءُ الوجودِ منهُ وانتهاؤُهُ إليهِ. ولذلكَ فهو يُحبُّ لقاءَ اللهِ ويَرجُوهُ ويَطمَعُ فيهِ، تُحرِّكُهُ مشاعِرُ الشَّوقِ إليهِ، والرَّغبةُ في التَّنعُّمِ برُؤيةِ وجهِهِ والنَّظرِ إليهِ.

لقد كان النبيُّ ﷺ يسألُ ربَّه ذلك الشَّوقَ، حبًّا له، لا هُروبًا من ضَرر المصائب، أو مُضِلّات الفتن، فكان يقول: «وأسألُكَ لذَّةَ النظَرِ إلى وجهِك، والشَّوقَ إلى لِقائِك، في غير ضَرَّاءَ مُضِرَّة، ولا فتنةٍ مُضلَّة»رواه النسائي (١٣٠٤)، من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، وصححه الألباني في تخريج "الكلم الطيب" (ص ١١٠). (٣)

تأمَّل قولَه تعالى مُبشِّرًا أولياءَه: مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ[العنكبوت: ٥]، قال بعض العَارفين: «لـمّا عَلِمَ اللهُ سبحانَهُ شِدَّةَ شوقِ أوليائِهِ إلى لِقائِهِ، وأنَّ قلوبَهم لا تَهدَأُ دونَ لِقائِهِ، ضَرَبَ لهم أجلًا وموعدًا للِّقاءِ، تَسكُنُ نُفوسُهُم بهِ»  الداء والدواء (ص٤٢٩). (٤)

هؤلاءِ هم أهلُ الأشواقِ النَّافعةِ، الذينَ يُحِبُّونَ اللهَ، ويَشتاقونَ لِلُقياهُ، ويُسارِعونَ في رِضاهُ.

فكم سَهِروا بالليلِ، تَتَجافى جُنوبُهُم عنِ المَضاجِعِ، يَدعونَ ربَّهُم خوفًا وطمعًا، خوفًا من تَقصيرِهِم وذُنوبِهِم، وطَمعًا في رحمةِ ربِّهِم.

عبادَ الله:

يقولُ النبُّي ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ» صحيح البخاري (٦٥٠٨) وصحيح مسلم (٢٦٨٦)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (٥)

فما ظنُّك -يا عبدَ الله- بمن أحبَّ الرحمنُ لقاءَه؟!

ما أحسنَ جزاءَ المؤمنين إذا لقُوا الربَّ الرحيم، فتُسلِّمُ عليهم ملائكتُه وتُحَيّيهم، كما قال سبحانه: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا[الأحزاب: ٤٣-٤٤]. ثمَّ يَدخلون دارَ كرامته، ويُجاورونه في جنَّته، ويُناديهم برحمتِه: {٦ [الزخرف: ٦٨-٧٠].

سبحانَهُ ما أعظمَ كَرَمَهُ! لمّا كانوا بهِ في الدُّنيا مؤمنينَ، ولِشَريعتِهِ مُستسلمينَ، يُحِبُّهم ويُحِبُّونَهُ، عليهِ يُوالونَ ويُعادونَ، لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِهِ؛ أحبُّوا لِقاءَهُ، فأحبَّ لِقاءَهُم، ولقَّاهم نَضرةً وسُرورًا، وجَزاهُم بما صَبَروا جنّةً وحريرًا، ونعيمًا ومُلكًا كبيرًا، ثمَّ كانَت جائزتُهُمُ الكُبرى أنْ يَكشِفَ لهم الحِجابَ، فلا يُعطَونَ شيئًا أعظمَ من رُؤيةِ وجهِهِ الكريمِ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة: ٢٢-٢٣] 

وأمّا الكافِرُ، فإنَّهُ ما آمَنَ باللهِ ولا اتَّقاهُ، ولا صَدَّقَ بيومِ لِقاهُ، فيَلقى ربَّهُ بِشَرِّ حالٍ، يَلقاهُ وهو غاضبٌ عليهِ، كما يَلقى العبدُ الهاربُ المُجرِمُ سيِّدَهُ الذي أكرمَهُ وأحسنَ إليهِ وأنعَمَ عليهِ وأرسلَ رُسُلَهُ إليهِ، ومعَ ذلكَ جَحَدَ نِعمَتَهُ، وكفَرَ بِرِسالاتِهِ، وكذَّبَ بِلِقائِهِ، وتمارَى بوعدِهِ ووعيدِهِ.

إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[يونس: ٧- ٨].

غَرَّتْهُم دُنياهم وحَضارتُهُم، وفَتَنَتْهُم أموالُهُم وأولادُهُم وزينتُهُم، فأخلَدوا إلى الأرضِ، وتَعالَوا على الحقِّ، وظَنُّوا أنَّهُم إلى اللهِ لا يَرجِعونَ، فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس: ١١].

كانوا يقولونَ: كيفَ لِهذهِ العِظامِ النَّخِرةِ أنْ تَرجِعَ بعدَ البِلَى؟! إنَّما هي حياتُنا الدُّنيا نَستمتعُ بها، فإذا عايَنوا يومَ الحسابِ نَدِموا ولاتَ حينَ مَندَمٍ، وبَكَوْا ولنْ يَنفَعَهُمُ البُكاءُ!

قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ[الأنعام: ٣١].

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:

فجميعُنا إلى اللهِ سائر، وكلُّنا للقائهِ صائر: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق: ٦].

لكلّ عبدٍ منّا موقفٌ بين يدَيِ الله سيَقِفه، قالَ ﷺ: «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلِّمُه ربُّه، ليسَ بينَهُ وبينَهُ تُرْجُمَان، فينظرُ أيمنَ مِنه فلا يَرى إلّا ما قدَّم، وينظرُ أشأَمَ منهُ فلا يَرى إلا ما قدَّم، وينظرُ بين يدَيه فلا يرَى إلا النار تلقاءَ وجهِه، فاتَّقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرة» صحيح البخاري (٧٥١٢)، وصحيح مسلم (١٠١٦)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. (٦)

فإذا كانَ الأمرُ كذلكَ، فكيفَ الاستعدادُ للِقاءِ اللهِ؟

إنّ أهمَّ ما تأتَي اللهَ به أن تُطهِّر قلبَك،يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[الشعراء: ٨٨- ٨٩].

المؤمنُ يَستَعِدُّ لِلِقاءِ ربِّهِ بِتَعاهُدِ قلبِهِ بالإصلاحِ، يُصلِحُ عقيدتَهُ ويُنقِّيَها منَ الشِّركيّاتِ والشُّبُهاتِ، ويُصلِحُ قَصدَهُ ومحبَّتَهُ، فيُطَهِّرُهُ من إيثارِ الدُّنيا والالتفاتِ إلى المخلوقينَ وابتغاءِ رِضاهُم من دونِ اللهِ، وأيُّ شيءٍ أَخطرُ منَ الشِّركِ باللهِ؟

يقول النبيُّ ﷺ: «مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النّارَ» صحيح مسلم (٩٣) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (٧)

إنَّ ربَّ العزَّةِ يقولُ في الحديثِ القُدُسيِّ: «مَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً» صحيح مسلم (٢٦٨٧)من حديث أي ذرٍّ رضي الله عنه. (٨)

عبادَ اللهِ! ما أكثرَ ما يُفسِدُ عقيدةَ المسلمِ اليومَ! وما أكثرَ الشُّبُهاتِ التي تُحيطُ بهِ من كلِّ جانبٍ! وما أكثرَ حِيَلَ الشَّياطينِ التي يَحتالونَ بها على المؤمنينَ، لِيُفسِدوا إيمانَهُم، ويَفتِنوهُم في دِينِهِم!

فعَلى المؤمنِ أنْ يَحميَ عقيدتَهُ، ويَصونَ إيمانَهُ، من كلِّ ما يَخدِشُهُ أو يُفسِدُهُ.

ثمَّ على المُؤمنِ كذلكَ، أنْ يُصلِحَ عملَهُ، فيَحرِصَ على ما أَوجَبَهُ اللهُ تعالى، يُؤدِّي الفرائضَ التي كَتَبَها عليهِ، ثمَّ يَتقرَّبُ إليهِ بما استَطاعَ من النَّوافِلِ، ويفعلُ ذلكَ كما شَرَعهُ رسولُ اللهِ ﷺ، لا بالبِدَعِ والمُحدَثاتِ، ثمَّ يَصونُ سَمعَهُ وبَصرَهُ وجَوارِحَهُ عن كلِّ ما حرَّمَ اللهُ سبحانهُ، حتّى يكونَ منَ الفائزينَ الآمِنينَ، عندَ لِقاءِ ربِّ العالمينَ.

يقولُ اللهُ تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف: ١١٠].

قال ابنُ القيِّم رحمه الله: «منِ استعدَّ للِقاءِ اللهِ، انقطَعَ قلبُهُ عنِ الدُّنيا ومَطالِبِها، وخَمَدَتْ من نفسِهِ نِيرانُ الشَّهَواتِ، وأخبتَ قلبُهُ إلى ربِّهِ تعالى، وعكَفَتْ هِمَّتُهُ على اللهِ وعلى مَحبَّتِهِ وإيثارِ مَرضاتِهِ»  طريق الهجرتين (١/ ٣٨١). (٩)

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لنا دِينِنا الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لنا دُنْيانا الَّتي فِيها معاشُنا، وَأَصْلِحْ لنا آخِرَتنا الَّتي فِيها معادنا، واجْعَلِ الحَياةَ زِيادَةً لنا في كُلِّ خَيْرٍ، واجْعَلِ المَوْتَ راحَةً لنا مِن كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.

اللّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

 

شارك المحتوى: